مقدمه عامه
أصبحنا نعيش الحياة بإيقاع سريع، مما يخلق الضغط والتوتر النفسي الدائم في الحياة اليوميه، ولم يتبق لدينا وقت لتناول الطعام أو الزيارات العائلية، وقضاء وقت للترفيه، أو النوم بمعدل كاف، وقد ساهمت رفاهية الحياة من توافر وسائل الانتقال، والتكنولوجيا التي أصبحت جزءًا أساسيًا من روتين الحياة في زيادة معدلات التوتر والإجهاد الذي بات مؤشر خطر على صحة الفرد العامة ووقوفا على هذا الموضوع الهام كان على مجلة اى وان مصر البحث فى هذا الموضوع الحيوى والخطير:-
بينما تبدو كلمة العبودية والادمانات المختلفه وصفا مناسبا لأي نوع من أنواع الانخراط القهري والاعتيادي بغض النظر عن أي تأثير سلبي، فالمصطلح نفسه قد يكون له دلالات اخرى غير المخدرات، بل يتحدث يتحدث الينا المفسرين عن مبدأ هيمنة وتسلّط الخطية أي العبودية المسيطرة والسبب الأساسي لكثير من ميولنا المنحرفة.
فنقطة الانطلاق إذن التي نبدأ منها نظرتنا الروحية للإدمان والعبودية هي المشكلة الأعمق لسقوط البشر وعبودية الخطية الناتجة عنه.
التغيرات التي طرأت على أساليب تعاملنا مع حياتنا اليومية بفضل التكنولوجيا الحديثة وما أتت به من وسائل للراحة لا ينكرها إلا جاحد.
أصبح التواصل بين أفراد المجتمع العالمي في مختلف بقاع الأرض لا يختلف عن التواصل بين المتواجدين في غرفة واحدة بفضل وسائل الاتصال التي وفرتها التكنولوجيا، ولا جدال في أن وسائل الاتصال تلك أسهمت في تعزيز التواصل الاجتماعي.
ومع ذلك يرى بعض أخصائيي علم النفس أن الاعتماد الدائم على تلك الوسائل سيخلق جيلا من المراهقين فاقدا القدرة على التواصل بعد أن أصبحت الدردشة عبر شات التواصل تشكل القدر الأكبر من اهتمامهم على حساب التفاعل مع بقية أفراد المجتمع.
*الارهاق العصبى الرقمى (التوتر الرقمى)*
*فى تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية إضافة المنظمة "إرهاق العمل" إلى التصنيف الدولي للأمراض.
* ورغم أنها لم تصنف إرهاق الهاتف الذكي ومواقع التواصل الاجتماعي في قائمة المرض، فإن المعاناة موجودة ولا يمكن تجاهلها.
*وقد أشارت دراسة أجراها علماء ألمان في عام 2017 إلى أن:-
الإجهاد بسبب "الرقمنة" في مكان العمل يؤثر سلباً على أداء الموظفين والعمال، وبعد إجراء استطلاع شمل 2640 من الموظفين في مختلف القطاعات، سئل العمال والموظفين الذين شاركوا في الدراسة عن نوع التكنولوجيا التي يستخدمونها، بدءاً بالهاتف الثابت، والمحمول، وتقنيات الذكاء الصناعي.
وركزوا في أسئلتهم على درجة الإرهاق النفسي الذي يتعرضون له أثناء العمل بسبب استعمال التكنولوجيا الحديثة.
وتوصلت الدارسة إلى أن أكثر من نصف العمال يتعرضون لدرجات عالية من (التوتر الرقمي) ومن أعراضه ظهور آلام في الظهر والصداع والإرهاق، وخلصت إلى أن ذلك يـؤثر على أداء العمال والموظفين.
وفي تقرير آخر لمعهد البحوث العصبية التشخيصية مارابيلا لمجموعة من العلماء الأسبان في أبريل 2004 تبين أن مكالمة الموبايل التي تستغرق دقيقتين فقط تسبب اضطراباً في الموجات الكهربائية الطبيعية في المخ لمدة ساعة.
كما أفاد بعض مستخدمي الهواتف النقالة والحواسيب المحمولة أن هناك شعوراً غريباً يحدث أثناء وبعد استعمال الهاتف والحاسوب والاندماج مع مواقع التواصل الاجتماعي كحرق ووخز في الرأس والأطراف، وحرقة العين، والتعب والإرهاق، واضطراب النوم، والدوار، وفقدان العناية النفسية، وضعف الذاكرة على الحفظ أو الإبقاء، والصداع والشعور بالضيق، وزيادة في سرعة ضربات القلب .
** ضعف الذاكرة وتشتت الذهن**
-و نتيجة دراسة اخرى تقول (لا شك أن الهواتف النقالة أحدثت نقلة نوعية في مجال الاتصالات والتواصل بين الناس، لكن هناك مخاطر لا بد من التطرق إليها، وليس كل من يستخدم الهاتف الذكي لمدة طويلة يقال إنه مدمن، بل يقال ذلك عندما تتأثر علاقاته الاجتماعية بشكل سلبي وعندما يجد نفسه لا يستغني عن الهاتف لحل حتى أبسط المشاكل).
-وفى السياق ذاته انه من أهم المخاطر ضعف الذاكرة وتشتت الذهن وحدة الطبع وكثرة العصبية، والشعور بالتعب والإرهاق، واضطرابات النوم ، فهناك مخاطر يتعرض لها المرضى بالصرع، حيث ثبت أن الإشعاعات الصادرة عن الهاتف خصوصاً في الأماكن المظلمة تزيد حساسية الخلايا العصبية والانسياب الكهربائي وهذا يؤدي إلى زيادة نوبات الصرع وعدم السيطرة عليه.
ولم يثبت حتى الآن أن هناك علاقة بين الهاتف النقال وأورام الدماغ، لكن ينصح بعدم استخدام الهاتف النقال في غرف النوم أثناء الليل وكذلك على موائد الطعام وفي الحمام على المرحاض أيضاً.
ويفضل عدم ترك المجال للأطفال لاستخدام الهاتف دون تقنين من الوالدين.
**روشته سريعه**لخفض حالة التوتر السائدة نقدم هذه الحلول الرائعه:-
1-تقليل الضوضاء والإزعاج:
مثل؛ التكنولوجيا بكافة اشكالها والمنبهات المستمرة.
2-تنظيم الوقت:
عندما ينظم الشخص وقته فهو يحدد أولوياته، وينظم حياة خالية من التوتر، ومليئة بالمرح والمتعة.
3-خلق حدود:
الحدود هي قواعد داخلية يخلقها الشخص لنفسه، وتحديد السلوكيات التي سيقوم بها الشخص، والتي لن يقوم بها حيث تكون حدود صحية لحياة خالية من التوتر، وعندما يحتفظ الشخص بهذه الحدود فهو يمنع نفسه والآخرين من تخطيها، ويحول دون تسبيب التوتر لنفسه.
4-إيقاف الأفكار السلبية:
في بعض الأحيان تكون أفضل طريقة ليست السيطرة على الأفكار المتسارعة في الدماغ بل إيقافها، وإخراجها من الرأس عن طريق مشاهدة فيلم، أو التحدث مع صديق، أو عمل شيء يحبه الشخص.
***واليكم عدة نصائح لفك هذه العزلة الافتراضية عبر استخدام التكنولوجيات الحديثة والافراط التكنولوجى الذى بدوره يؤدى الى الدخول فى حالة من حالات الاكتئاب:-
+ أن لا يسمح بالدّخول إلى مواقع التّواصل للأبناء بأكثر من 60 دقيقة في اليوم.**
+ فرض وقاية على استخدام الأطفال لمواقع التّواصل الاجتماعي ،مراقبتهم وإن لزم الأمر منعهم مع إيجاد البدائل.**
والخلاصة يتضح أنّ التوتر التكنولوجى صار خطيرا جدّا ومتفشيا بشكل وبائي خصوصا مع الانهيار القيمي الّذي يشهده العالم في ظل نظام التوحّش والعولمه وانتشار التكنولوجيات الحديثة ووسائل الاتّصال الاجتماعي وعلى الجميع الانتباه وتكثيف الجهود للوقاية منه للحدّ من تبعاته وانتشاره.
وختاما نذكر ما قاله بولس الرسول فى "1 كو 10"
هل التكنولوجيا والرقمنه دين جديد يحكم العالم؟ |
مرحبا بك اترك تعليقك فهذا يهمنا ويسعدنا واذا اعجبك موضوعاتنا ادعمنا بالمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعى