الحالة الوجودية : إيـكـاروس. تـانـتـالـوس
الحالة الوجودية : إيـكـاروس. تـانـتـالـوس |
مقال أدبى كتبه / أبانوب اسحاق يوسف
أربع جدران و سقف تغلف جسدك تماماً و تصيب عينيك بنصيب العمي المصاحب بالظلمة أو حتي في وجود النور لا أحد منا يري حقائق الأمور، تبعثر ألواناً من السكوت و تمزجها بالقلق و تصبغ روحك بسواد كان منذ لحظات ألوان مبهجة و أمل و طموحات و تدرجاتها من الألوان الغامقة من الشك و الخوف و عدم الثقة و ألوان حيادية من الشعور الطاغي حيناً و السؤال المتعقل من الرغبة في الإستمرار و النجاح، تبدأ عيناك بالتوسع تدريجياً السقف لم يعد يمنعك من الإغتراب في الفضاء و البحث عن ذاتك علي الأرض و لكن!!
تعود تلك الجدران بالإحاطة بك لتنقض عليك بلا شفقة لتذكرك بمدي عجزك و كم خيبات الأمل التي طالما لاحقتك و بمدي سخف قرارتك في لحظات متفرقة و بكم الفرص الضائعة منك و الطرقات التي لم تسلكها فينتهي بك الليل كل يوم بوجه سارح في سقف الغرفة السوداء
إيـكـاروس: الرغبة، الغرور، التمرد، الطمع
القرار صانع الإنسان
حلق أيها الفتي العنيد و لا تكترث لأحد الشمس كلها أمامك، آلهة الأولمب كلها تنتظرك و العالم يشهد أول شهاب يصعد من أرضنا، لكن ما هذا؟ ريشك يتساقط و ما يثبت روحك في مضمونها ذاب مع الحرارة و تاه مع الدنيا و ها هو بطلنا العزيز يكسر الصوت و السماء و لازلت يده تحاول الوصول للشمس هذا هو الإصرار، هذا هو القرار و يفعل فعله في الإنسان
ربما هذا إيكاروس و ربما هذا أنا و أنت في لحظة ما أو أمد طويل نسبياً، نلاحق و نطارد و نرغب و نسير الكون عاجزين و نقرر إما النجاح و إما فلاح المصير و ندمر نفسنا بإيدينا تحت مسمي البحث عن الذات أو إشباع السِفاهِ من الرغبات
و عندما نفلت كل شيء و نتمسك بما هو واجب في اللحظة و نتقبل أننا ربما لن نصل يوماً و يبدأ إيكاروس شيئاً فشيئاً في الصعود و ينقلب كل الكون و يعلق إيكاروس في الهواء منتظراً في ذاته قبولاً أكثر لكي يرتفع أكثر
تـانـتـالـوس:التلاعب، السخرية،الرغبة، الغرور
الإنسان صانع القرار
عندما تكون ملكاّ و معاشراً للآلهة التي يتعبد فيها بني البشر فماذا يبقي بعد في الدنيا؟ و أي لون قد يضفي بعض الحياة علي الأيام؟ لا شيء سوي السخرية من كل الألوان و كل أشكال الحياة أي معني للوجود و لا وجود من الأساس لكي يعاش و يجرب فما المانع من مقلب همجي عبثي يزلزل عرش الكون لحمك و دمك مقطع في أطباق لكي يتناوله السادة العظام، كيف يأكلون من الأساس؟ لماذا يأكلون في الأصل؟ لماذا يعيشون؟ لماذا يلعنون و يباركون؟ لماذا يتركون بني البشر معذبين في الدنيا و الحياة كما هم يعلمون تمام العلم لا تستحق أن تعاش إلا للسخرية أو لأوهام الأمل الكبري
يرتبك هؤلاء السادة هم في لحظة يرون كل شرورهم مقدمة علي طبق من ذهب فجأة يتذكرون العدل و النظام أو لنقل يدافعون عن أنفسهم ضد ذلك الملك تانتالوس المجنون الذي ينقض عليهم بسكين من الحقيقة و لكنه يتناسي عنها لنفسه
بين بركة ماء لم يعرف طعمها و لا شجرة وصل بأطراف أصابعه حتي إلي أغصانها وجد تاتنالوس و نحن حقيقة أن الحياة ربما وهم سرمدي لكن لا حاجة بالسخرية لنضفي عليها معني ولا للمعني من الأساس بل فقط أن نسير لا نري سوي الخطوة التالية نحتضن جنون العالم و قلة عدله شاكرين راضيين باحثين أحياناً عن ما هو أفضل عائدين في المساء إلي أسرتنا الوثيرة بلا رغبة في الإستيقاظ غذاً.
ỬỬỬỬỬỬỬỬỬ
هذا المقال وصفى يقدم شرحا لفكرة وليس مبشرا بها .
**************
دعوة للانضمام لمنصة مواهب شبابية
دعوة مفتوحة للمشاركة بكتابات المواهب الشابة فى هذا التبويب ((منصة مواهب شبابية ))
ارسلوا لنا مشاركاتكم على
👇عبر الضغط هنا👇
** جروب الواتس آب**
وسنقوم بنشرها حال تمشيها مع السياسة التحريرية للمجلة ..المرحلة العمرية حتى عمر 30 عاما ..ارسلوا لنا صورتكم الشخصية والاسم الرباعى والمرحلة الدراسية .تقبلوا تحيات مجلس ادارة وتحرير المجلة .
مرحبا بك اترك تعليقك فهذا يهمنا ويسعدنا واذا اعجبك موضوعاتنا ادعمنا بالمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعى