الحالة الوجودية: سيـزيـف، أطـلـس
ربما تكون في أحد المواصلات أو ذاهباً مشياً إلي أحد الأماكن غير مبالِ بأي شيء أو تتدبر شئونك أو تتفكر في نفسك تفحصها و تمحصها لتكتشف ربما أنك خدعة كبيرة و وهم مبهر، ربما هي تربيتك، ربما هو أسلوبك، و ربما هي طريقة معايشتك للحياة و يتجلي السؤال ما و لماذا و كيف
ما الخطأ في أسلوبي؟
لماذا أنا مخطيء؟
كيف وصلت إلي هذه الحال؟
كيف لي أن أصحح الوضع؟
سيـزيـف: الدهاء، التلاعب، التمرد، المرونة
قدمت لنا الأساطير و الفلسفة مذاهب حياة في روايات تتناولها الكتب و الآلسن الناطقة و يتأمل فيها الصامتون من الفلاسفة و العقلاء. حالتين يتشابهان في الموضوع و يختلفان في المضمون.
سيزيف ذلك المستهتر المتلاعب الأكثر خفة و قابلية علي مجابهة التغيرات
عقابه ما هو إلا نتاج تمرده و غروره و ثقته في نفسه ربما مستحقة فمن في العالم يخدع الموت نفسه؟!
قدمته لنا الفلسفة كحالة بشرية من الصراع الداخلي لإحتمال عالم لا منطق فيه ولا معني، صخرة كبيرة ندفعها بيدينا و بأكتافنا-لا نحملها- تجسد العالم و في داخله النفس البشرية و النفس البشرية غير قادرة علي الإستيعاب و لا علي إحتمال ثقل العالم لتقدم الفلسفة لنا حلاً في القبول و ممارسة المرونة مع الحالة و الظرف الراهن إفلات كل شيء مقابل السلام، إفلات المعني و القيم و الأخلاق و الثوابت و السير علي صراط بين الجنون و الكآبة، حالة شبحية للإنسان وجود المعني من عدمه لا يهم و يظل الإنسان عالقاً غير قادر علي القبول لآن القبول يأتي بعد الإدراك و الفهم، يأتي القبول نتيجة إختيار عاقل و ليس إجباراً مبتذلاً و وهم بحرية غير موجودة حتي مع إدراك إنعدام الحرية فهذه ليست بوابة لتحرر العقل بل بداية فهم الثقل الموضوع علي أكتافنا و الصبر و الجزع و تعلم مسؤولية الحياة
لا يمكن لسيزيف أن يكون سعيداً إلا بالإدراك و القبول و الصبر
سيزيف يدفع الصخرة لكن لا يحملها فينتهي به الحال إلي الحيرة الأبدية
أطـلـس: الثبات، التحمل، المواجهة
ربما يقل ظهور أطلس في الكتب و الفلسفات فقصته مقضبة رغم أهميته فمن يحمل السماء سوي إله تيتانٍ-عملاق- صبور؟! لم يذكر أبداً صوت إعتراض صادر من أطلس، الثقل يضغط علي أضلاعه و أطرافه و عموده الفقري لكنه لا يشتكي لا ذكر له، تمسك بموقفه و واجه آلهة الأولمب عارفاً بمصير تلك المواجهة لم ينثني أتخذ من الرأي مفهوماً و مفهوماً من الرأي و عندما هزم لم يصرخ بل حمل عقوبته بمنتهي الإخلاص و التفاني و من يعلم ربما هو إلي الآن يحملها هلي عكس سيزيف لم يفلت القيم و المعاني بل ظل علي موقفه لربما إلي الآن يريد الإنتقام أو لربما رأي حكمة البشر تزداد يوماً بعد يوم و أتخذ لنفسه نهجاً جديداً ليصير يوماً بعد يوم أكثر صمتاً و أكثر إحتمالاً لديه ما لديه من الحكمة و ينتظر مزيداً منها.
ÕÕÕÕÕÕÕÕÕ
هذا المقال وصفى يقدم شرحا لفكرة وليس مبشرا بها .
*************
دعوة للانضمام لمنصة مواهب شبابية
دعوة مفتوحة للمشاركة بكتابات المواهب الشابة فى هذا التبويب ((منصة مواهب شبابية ))
ارسلوا لنا مشاركاتكم على
👇👇بالضغط هنا👇👇
وسنقوم بنشرها حال تمشيها مع السياسة التحريرية للمجلة ..المرحلة العمرية حتى عمر 30 عاما ..ارسلوا لنا صورتكم الشخصية والاسم الرباعى والمرحلة الدراسية .تقبلوا تحيات مجلس ادارة وتحرير المجلة .
مرحبا بك اترك تعليقك فهذا يهمنا ويسعدنا واذا اعجبك موضوعاتنا ادعمنا بالمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعى