القرين، قصة قصيرة :أنثاك فى داخلك ابحث عنها
قصة قصيرة :أنثاك فى داخلك ابحث عنها |
للروائى الشاب /ابانوب اسحاق يوسف
صباح جديد، نفس الجو الخانق،و الجسد المترهل و الذقن المحلوقة، كم أكره هذا الرجل بحق! الساعة تقترب من الخامسة بالفعل، عجيب هذا الخنزير لا ينفك يتكلم و يثرثر، شيء مخزٍ أن تكون خنزيراً نشيطاً و لكني لست أفضل حالاً منه ربما أنا خنزير أو نشيط لكني لا أجمع الصفتين إذاً أنا أفضل منه بالتأكيد، ألا تعتقد ذلك أيضاً؟
-مع من تتحدث؟ لا أحد سيدي.
بالتأكيد الجو خانق فكيف يمكن للمرء أن يرتاح حتي بعد عمله و الطريق مزدحم جميل، أين مشكلتك؟، لقد أعتدت علي ذلك أم أنني مازلت ذلك الفتي السخيف المبتذل! سرعة معتدلة و لا هروب لي من الشمس ولا من أن أري الخنزير غداً
انها الثامنة بالفعل و بالطبع أنا ممد علي المصطبة لم أفعل شيئاً لازلت أرتدي تلك الربطة الخانقة و القميص المزرر يحيط بذراعي كالأصفاد، ذلك المكيف لا يعمل بشكل صحيح الظلام يكللني، كمثل كل يوم ألقي بالحقيبة و بجسدي بنفس الطريقة ربما أريد أن أتنزع جلدي ربما يقل هذا الحر، غذا قد كان بالفعل و دائما ما سيكون كـ...
أحدهم يقرع الباب، انها التاسعة و النصف، من يأتي في هذه الساعة؟ أسحب المزلاج و أفتح الباب أشعر أني نسيت شيئاً بالفعل، أين حذرك المعتاد يا عزيزي مع الغرباء و أنت في عالم وحيد؟
لا أعلم ما الوقت الآن، أنهض لكي أشعر بأنني أكثر خفة لم أعد أشعر بالحر أيضاً عدت للصالة و قد كان هناك بالفعل واضعاً فأسه علي فخذيه مثلي تماماً نفس الملامح-ما ظهر منها علي الأقل- نفس القامة و حتي الملابس كان من المفروض أنه شعور مميز لكنني شعرت بألفة غريبة، نظرت للساعة و لم أجدها
مصدر الصورة /Doppelgänger No. 1🖼️-Sebastian Bieniek
كان هو قد وقف بالفعل متجهاً نحوي يرفعها تحت الضوء الخافت للمصباح وهم لذيذ، منذ وقت بعيد لم أشعر بالسعادة.. عند عتبة الباب و الباب مفتوحاً وقفت و شعرت بسائل في يدي و رأيت نفس الفأس ملقاة بجانبي مازلت أشعر بالخفة تحسست رأسي و قد كان كنت أمد يدي للداخل يمكنك أن تشعر بطراوة الدماغ و الدم ساخن كان جرحا بعرض النصل كاملاً، أي غضب و أي سخط هذا؟
سمعت صرخاً فأخدت الفأس، نظرت للساعة و كانت تشير إلي الحادية عشر و نزلت للشارع وجدت جمعاً يرقص و يصرخ و يهلل فرحاً، يخلعون ملابسهم و يرمونها و معها نقودهم و هواتفهم و مفاتيح سياراتهم إلي شيء ما كان كتلة سوداء، نفس الهيئة أنه صاحب الفأس بدأوا في السجود له فتبينت شكله و تقدمت نحوه، رفعت الفأس و نظرت كان مدير عملي و كان في الحقيقة سيدة عجوز واهنة المظهر لكنه كان أنا أيضاً.
وجدت نفسي في شقتي و معي الفأس، عبرت الممر و قد كان هناك مرة ثانية علي المصطبة أكثر وضوحاً؛ هو بالفعل انا، هذه المرة ابتسم لي في إستجهان و ربما سخرية لم يتكلم فبادرت بالسؤال: من أنت؟
كان رده عبارة عن نباح كلب لم أسمعه إلا في عقلي-كل الصادر منه ليس سوي نباح- كما إننا نتحدث بلغات جمة فالنفس أيضاً لها لغتها لغة لا نفهمها، لغة الصمت، إذا الأمر حقيقي، من أين أتيت؟ إبتسم فقط، منذ فجر التاريخ؟ و لماذا أنت أتيت لي؟ و من قال إني أحتاجك؟ و لما كل ما تروم إليه هو الدمار؟ دمار نافع!
ان تأكل دابة عشب الأرض لتموت و تغذي الأرض التي أتت منها، كل هذه بديهيات لا نفع بعالمنا بها، إذا ما العمل في حالة مثلك، الخوف فعلاً هو الطريق الأصلح للتقدم أم أنه الشيء المفروض علينا، الحل هو أن لا تخاف من الخوف نفسه، كل هذا العبث وارد الحدوث لكنه لا يحدث بل يختار دائماً المنطقة المظلمة في الحدث نفسه لينفجر بمعني لم تشاهد مثله من قبل. يختار دائماً الصمت و التعلم و من ثم التمرد، و كيف يتمرد و هو خائف أو في حالة لامبالاة كلاهما متساويان كلاهما يدفعه إلي الخمول و إن لم يكن الخمول فهو الجنون و إن كان الخمول فهو جنون يتنافي مع الطبع الإنساني
مصدر الصورة /Doppelgänger no. 9🖼️-Sebastian Bieniek
إذاً هل كل هذا حقيقي؟ أشار نحو النافذة و كان الصراخ و التهليل مستمراً حتي بعدما هوت الفأس علي الضحية، تحت ضوء البدر الكامل بدا الجمع غريبا لا ملامح لهم او بالأحري ملامحهم مرسومة بيد لا تفقه شيئاً في الرسم و ممسوحة بممحاة قذرة و لكن من كان الضحية ألتفت له سألاً، رفع يديه كمن لا يعلم، كان الحر بدأ يتسلل لي من جديد لكنني لم أمانع او أشتكي كعاداتي.
سمعنا صوت خطوات من المطبخ و قد خرجت إلينا، كانت عجيبة بحق كانت مثلي بكل الملامح لكن أكثر أنوثة عارية لتكشف عن جسد إمرأة بحق، نظرت لنا بتشامخ و إبتسامة واثقة، نظر هو لها في بداية نظرة مضطربة ثم عاد سريعاً إلي عرض قوته و ثقته، لقد كانت هناك تشاهد كل شيء بصمت و عندما كشفت نفسها إكتفت بالصمت، أقتربت أكثر مني و هو فعل بالمثل، أصبحنا نحن الثلاثة علي مقربة بضع إنشات رفعت يدها و رفعت انا يدي بالمثل و لمسنا إيدينا و تشابكت أصابعنا، أقتربنا أكثر من بعضنا، وضعت يدها الآخري علي ثالثنا و أخدت تربت عليه و من ثم قبلتني.
شعرت بخفة تدق كل ضلوعي و عظامي كحلم إيروتيكي منعش و قد كان بالفعل، فتحت عيني و لم يوجد أحد منهما و لازال الجرح في رأسي و الدم لازال ساخناً و الصراخ من الخارج لا زال مستمراً، شعرت أنني سعيد بحق ربما لآنني لم قد تخلصت منها و عودت إليها من رماد ما بقي و لكنني نظرت إلي الساعة فلم تكن موجودة.
💢💢💢💢💢💢💢
**دعوة للانضمام لمنصة مواهب شبابية**
****-دعوة مفتوحة للمشاركة بكتابات المواهب الشابة فى هذا التبويب- ***
▬((منصة مواهب شبابية ))▬
++ *ارسلوا لنا مشاركاتكم على
👇اضغط هنا👇
وسنقوم بنشرها حال تمشيها مع السياسة التحريرية للمجلة ..المرحلة العمرية حتى عمر 30 عاما ..ارسلوا لنا صورتكم الشخصية والاسم الرباعى والمرحلة الدراسية .تقبلوا تحيات مجلس ادارة وتحرير المجلة .*++
مرحبا بك اترك تعليقك فهذا يهمنا ويسعدنا واذا اعجبك موضوعاتنا ادعمنا بالمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعى