📁 آخر الأخبار

فى عيد الميلاد المجيد ..ينظر الله للمتضعين

فى ميلاد المسيح ..لمن ينظر؟

فى عيد الميلاد المجيد ..ينظر الله للمتضعين
فى عيد الميلاد المجيد ..ينظر الله للمتضعين 

مقال كتبه / مجدى حلمى شندى -مستشار سالق لدى بنك الاستثمارالقومى

فى عيد الميلاد المجيد ..ينظر الله للمتضعين
فى عيد الميلاد المجيد ..ينظر الله للمتضعين 

-تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي-

فور أن سمعت العذراء مريم ، أليصابات وهى تقول لها بالروح القدس ، " مباركة أنت في النساء ، ومباركة هى ثمرة بطنك ، فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ؟".

سبحت بإبتهاج وعظمت الرب قائلةً " تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلى إتضاع أمته".

فقد كانت العذراء مريم ترى إحسان الرب العظيم لها ، وأنها أمام هذا الإحسان صغيرة ، وهذا هو الإتضاع الحقيقي . فالمتضع هو من يرى عظمة الرب وجلاله وكرمه ، فلا ينظر إلى نفسه ، أو يفتخر بها ، بل يسبح الرب ويعظمه على إحسانه بأنه هو من نظر اليه وأكرمه ليس لشيء في ذاته ، وإنما لأن الله محب ويُكرم المتضعين الذين يدركون حقيقة أنهم خدامه.

لقد قالت العذراء مريم " أنه نظر إلى خادمته الصغيرة ، ولم تقل أنه نظر الى تقواي  أو نظر إلى كمالي  أو نظر إلى صلاحي وأعمالي ، وإنما قالت نظر إلى إتضاع خادمته.

ومهم في هذه التسبحة الرائعة أن نلتفت إلى نظرة الرب للعذراء مريم ، فنظر الرب هو دائماً إلى المتضعين ، المنسحقين ، المنكسرين ، الذين يشعرون أنهم أدنياء ومحتقرين وضعفاء.

نظر الرب هو إلى الذين يدركون حقيقة أنفسهم في حضوره ، كالعشار الذي قرع على صدره قائلاً " اللهم ارحمني أنا الخاطيء" فرجع الى بيته مبرراً .. بينما الذي لا يدرك حقيقة نفسه أخذ يقول " أنا أعشر كل أموالي ، وأنا اصوم مرتين ، وأنا أصلي .. فرجع الى بيته كما هو بخطاياه.

قد يعجبك ايضا

نظرة الرب دائماً هى إلى منكسري القلوب ، حين نظر الرب يسوع المسيح الى بطرس اثناء المحاكمة بعد أن انكر بطرس الرب أمام جارية ، انكسر قلب بطرس وبكى بكاءً مراً ، لقد كان يرى في نظرة يسوع الحانية عليه محبته له ، فأذابت قلبه ، وكأن الرب يقول له من خلال هذه النظرة أنا مازلت أحبك وسأظل أحبك (لو٢٢: ٦١).

إسمع ما قاله أبينا يعقوب ، والذي كان يدرك إحسان الرب إليه ، حين قاله له الرب إرجع إلى أرضك وعشيرتك فأحسن إليك إذ قال " صغير أنا عن جميع ألطافك ، وجميع الأمانة التي صنعت إلى عبدك " (تك٣٢: ١٠).

كان زكا مشتاقاً أن يرى الرب يسوع ، لكن لصغر قامته لم يتمكن من رؤية الرب وسط الزحام ، فهداه تفكيره إلى أن يتسلق شجرة جميز ، ويرى يسوع من عليها.

وإذا بالرب يسوع ينظر الى ذكا المشتاق ، والذي تكرهه كل الناس لأنه جابي ضرائب خاطيء ، لكن الرب نظر إليه وقال له " ياذكا أسرع وإنزل لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك.. فأسرع ذكا ونزل واستقبل الرب فرحاً (لو١٩: ٥). 

أخي اختي : ليضع الرب تسبيحةً على أفواهنا ، بها نعظمه لأنه ((نظر إلي ذلنا ونحن خطاة وأموات بالذنوب والخطايا )) ، وتحنن علينا ، و إذ كان قد أخذنا في جسد بشرية بالتجسد ، فهناك على الصليب كنا معه ليموت بنا فنموت معه ، وليقوم بنا فنقوم معه خليقة جديدة .

لنكون له خاصة جنس مختار ، لنا كهنوت ملوكي ، وأمة مقدسة وشعب إقتناء ، لكي نخبر بفضائل وعظائم من دعانا من الظلمة الى نوره العجيب (١بط٢: ٩).

فلنسبح مع القديسة العذراء مريم ، ونقول تعظم نفسي الرب ، وتبتهج روحي بالله مخلصي .


المحرر
المحرر
تعليقات