📁 آخر الأخبار

زهور وشموع باكية على جدران الزمن

زهور باكية وشموع باكية

للكاتبة / رانيا نشأت

زهور وشموع باكية على جدران الزمن
زهور وشموع باكية على جدران الزمن 


 ليس كل ما يطفئ الشمعة يكون الماء أو الهواء ولكن ما يطفئها حقاً هي الدموع.

 فالشموع وحي جمالي يذوب عندما تشعرُ بصدق من يوقدها وينير ظلمته بمحبتها..

 لم تكن العيون وحدها هي التي تبكي بل الشموع أيضاً وعلي الجهة الآخري في حياة الزهور والأشجار فقد توجد الزهور الباكية.

 التي قيل عنها في كتاب الحق: 

 أن هناك أشجاراً تدعَي بأشجار البكاء....  فجميعنا يعلم أن حال الزهور ليس واحداً .

حتي في ألوانها هي أيضاً مختلفة فقد توجد الزهور المضيئة والخجولة 

والزهور المتفتحة المبتسمة

 والزهور المستمعة والزهور المغلقة وفي نفس الوقت فرحة.

 والزهور المحترقة التي يضعون الشموع في وسطها فتحترق لتنير بضوئها أحلي ما عندها لمن يطلب ليري جمالها،

 فقد رأيت في أحلامي نباتات وأزهار تتكلم ونباتات مثلها تخجلُ عندما يلمسها أحد.

 تغلق أجزاء أوراقها وتنغلق علي ذاتها ولكن الذي لم أكن أصدقه قط أنه يوجد بالفعل ( زهور باكية) .

 وسط نباتات متألمة وطيبة  فعندما تحضرُ تلك الزهور لكن سرعان ما ترحلُ تاركة رائحتها العطرية الجميلة الوردية ليست لتنام بل لأنها تتأثرُ بكل ما يحدث لها من آيادي تلمسها وإن كانت غير مستحقة لها  فليست كل الأيادي رقيقة وحنونة في أن تحملها أو أن تفكرُ لتقدمها•

 فالشموع والزهور يحترقان معاً ويبكيان معاً وينيران أيضاً معاً .

 فإن كانت الشموع تنيرُ في الظلام فمن ذاك العاقل الذي يضوئها في النهار..؟ 

فالزهور هي أيضاً تنير العين وتكشف الكلمات علي الفم فبمجرد أن ترتاحُ لها روحك وتتقبل تأثيرها تصير لك كحلم جميل يلازم تفكيرك.

 فأن كانت الأحلام هي رسائل من العقل الباطن أو رسائل من قبل الله .

فالزهور أيضاً رسائل وكلمات علي الشفاة إشارات إلهية سماوية.

 ولقد وُجد في الكون زهوراً بيضاء تشبه في لونها ضوء الشموع وورود حمراء تشبه أيضاً لون الدموع.

 وكما قيل « للشموع دموع»  فمن يفهم لغة الزهور لا يصنفها علي إنها أزهاراً للزينة بل هي كائن حي.

 حياة لمن يمتلكها وفضلاً عن من يقدمها،  فعندما تمد يدك لتلمسها وتجد عليها ماءاً ساقطاً منها فلا تقول هذا ندي واقعً عليها بل هو ليس ندي.. بل دموعها.....  كيف ولمن ولماذا..  ....  ؟

  لأ أحد يدري غير ربها وخالقها ومعطيها الحكمة كي تحمي ذاتها وتخبئ الآمها.

 فأوقاتاً كثيرة يغلب عليها الألم ولا تستطيع أن تسيطر علي نفسها فينزل منها دمع عينها .

* فالزهور كائنات حية مثلها مثل البشر أذا أمنت بها وأهتميت لشأنها بقيت معك وحولك وفهمت إشاراتها.

 وإذا أهملتها في يوماً وبعدت عنها لم تعد تجدها لأنها سوف تموت من عدم تقديرك لها.

 فهي تشعر مثلنا بل وتبكي أكثر مننا،، 

وإني لا أغير رأيي أبداً حين أشهدُ وأقول عنها:

 بأن ليس كل من يلمسها يستحقها،وإن كان يوجد نوعاً من الزهور السوداء فقد خلقها ربها فهو مجرد لونها لكن لا يعرفه قلبها،

 كالذي يرتدي الأسود ويشتريه فهو مجرد ثياب يرتديه لكن ليس حامل الطبع الأسود فيه،

 فهي تفرحُ وأيضاً تحزنُ وحزنها هذا يطول في الليل عندما تشعر بوحدتها ولا تجد أنيسا أو معيناً معها حتي الذي يشتريها أو الذي يسقيها لا يهتم بتفاصيل حياتها أو بإلقاء تحية لها ولا ينظر إلي جمالها إلا في الصباح وعندما يحل المساء لا يرثي لها ولا يراقب غفوها أو صحوها وحنان صوتها.

 وكأن الزهور كُتب لها أن لا تُري ولا يراها أحد إلا في الصباح فقط،

  فكثير من الزهور الحمراء هي التي تحزن وتحوم حول باقي الأزهار وهذا لا يكونُ إلا في الليل كي لا يراها أحد من البشر بل تجعل الذي مِن نفس جنسها هو الذي يري دمعها،

 ولأن الليل دائماً أسودُ حالك اللون مثله مثل الحزنُ هو حينئذاك أسود قاتم بنفس لونه.. 

« فالليل ستار لكل متألم محتار» ،،

 لذلك تجد الورود الحمراء بكائها ودمع عيناها لايكون إلا في الخفاء فقد تجدها معك وحولك طول اليوم في فرحٍ وهناء ورائحتها تزداد عطراً عندما تسير بآناملك عليها لتشعرها بأنك تفهمها وتتحدث معها بلغتها وبالرغم من ذلك عندما يحل الليل لا تشعرك بألامها ،

 أتساءل:

+هل أنتِ مجرد زهور لها فم يتكلم أم كائنات حية تتألم؟

+ زهور أياماً أم زهور عَشرة؟ 

+ زهور تمكث معنا أم لحيظة وتمضي عنا ؟

= وهذه علي عكس الزهور البيضاء التي تشبه الياسمين في نموها وريعان شبابها لونها فاتح ومضيء تجدها في النهار لأن النهار به نور ومن يمشي في النور لايعثرُ.

 والنهار لونه أبيض مثل لونها.

 فلكل لوناً وقتاً ولكل زهرة تأثيرها، وما أمتع ألوان الزهور المميزة والنادرة والغير معروفة عندنا.. ألوانها كثيرة جداً وهذا عددها •••

 أقول دائماً وسأظلُ أقول: 

 « من منا يستحقُ أن يتشبه بالزهور؟ وهل كل هدية من أي زهرة ندية يستحقها ممن نحبه في أن يحملها أو أن يطلبها..  ؟  

أحيانًا كثيرة عندما يجنح بي الخيال ويشرد ذهني وأتشوق لرؤياه أحمل الزهرة الحمراء المحببة له وقت المساء والتي في حزنها تشبه عيناه  فينطق قلبي بكلماتٍ صماء لا يعييها سوي عقلي وأصفه وأقول عنه:-

{ حبيبي يعيش بين عالمين. عالم الجسد في النهار وعالم الروح في الليل فهو روحاني من نفس مصدري بل بالأكثرُ  هو شفائى جاء لعالمي أم أنا الذي أحضرني القدر إليه؟ 

هو عامل من عمال النور أم هو طفل بذور نجوم أم هو من الذين يفهمون بالروح فيكتشفون الأشخاص ويعرفونهم من نظرة واحدة بعيونهم؟}

 فمهما أقول عنه لكنه يستحقُ أن تكون له نجمة في السماء مثلي لتحمل إسمه فتتقابل النجمتان معاً حينما يحلُ المساء فعندما يرانا القمر يعلق علينا مخبراً: من يحكمان بينكما أذن هل أنا أم البحرُ حبيبكما أم نجومكما أم الزهرُ والليل اللذان تحيرا وسطكما..  ؟ 

 فيجيئني ذاك الصوت الذي يشبه صوته وذاك الشعور المُخفي عنه أو أنه في مكاناً به أزهاراً فيجعل الزهرة تلمس عنقه فيذكرني..

*فمن منا يستطيع فهم الزهور بلغتها المحببة لها؟

 إلا الذي أقترب منها

 وعشقها

 لمسها

 وذاق الآمها 

وسهر الليالي معها ليُحصي أوراقها 

ومن الذي رأي دموعها وجذبه الحنين لها فمن الجائز أن تشتري بكل مالك الزهور ولكن بها لم تكن مسرور لأنك تعيش بعيداً عنها،

فمن يجرؤ أن يقول: ان الزهور يحييها الماء؟

أفليست بكثرة الماء تحيا الكائنات؟..!

 فالذي يحييها حقاً هو مقدار العطف الذي يسقيها لها حاملها المهتم بها الذي يعيش معها وقد تعود علي وجودها. 

أما أنا فأعود وأقول:-

 كيف للورد أن يتحكم في حياتي ويجعلني تحت تأثيره لهذه الدرجة؟ 

 وإن مر يوماً دون رؤياه يصبح مزاجي عكراً فحينما ترجيت الخير وجدت الشر وعندما خرجتُ لأنظر  النور  مر الوقت وحل الدجي وقل الصبر وأصابني زعراً لأني أحسستُ بأن الطل بات علي أغصان أزهاري.

 ووجدتُ ثمر حياتي لم ينبتُ بعد وأنا ما زلتُ في ريعان شبابي.. 

 -هل هو خيراً أم عنده خير ولا خيراً  فيه؟

 -أم كان شراً أهداه الزمان لي أم قدراً...؟

 -أم زماناً من السنين مضى في الآمه كشراً..  ؟ 

 ففي كل شيئاً يكون البحرُ لي حضناً  وفي كل عمري لم أذكر يوماً الألمُ أو التعبُ لكنني أقضي أجمل وقتي مع الغروب وأعترفُ أمام البحرُ وأقول : 

 [ ما أجملك أيها الغروب الخجول المختبئ الغير المغرور الذي يصادق ويصطحب معه أنقي القلوب والمالك مفتاح القلب الفاتح بكل حب  ! 

 ما أجمل من يناديك هو الغالي عندي والذي مكانته يكون القلب بأكمله الذي يقضي يومه كله عندك والذي يشعر بي ويتخيلني في عقله حتي ولو لم أكن أنا معه..

  ليهبني الله دائماً قلباً لا ينبض إلا بحبه وعيناً لا تُري أجمل منه ونفساً لا تعشق سوي كلمات فمه  ] 

فلقد حظيتُ في هذه الدنيا بأعظم إنتصار وأنتظار.  هما:

 أنتصار الحب في كل وقت

 وأنتظار من أُحببتُ مهما طال الوقت.. 


كنتم مع نسمات مع كاترين كل ثلاثاء ..انتظرونا و...نسمات جديدة الثلاثاء المقبل.

ترحيب واجب 

اسرة  جريدة اى وان مصر مجلس الادارة والتحرير والعاملين بها ترحب بالكاتبة الصاعدة والمتألقة صاحبة القلم الرقيق الهادىء 

الاستاذة رانيا نشأت الشهيرة بكاترين العجايبى 

نرحب بها قلما واعدا وننتظر المزيد من الابداعات الفكرية الراقية 

تحيات مجلس الادارة والتحرير

المحرر
المحرر
تعليقات