📁 آخر الأخبار

من اين نأتي بالقدرة التي نهزم بها التعبٍ ؟

* لعنة الكيان ( تعب الروح).. 

من اين نأتي بالقدرة التي نهزم بها التعبٍ ؟
من اين نأتي بالقدرة التي نهزم بها التعبٍ ؟
مقال للكاتبه/رانيا نشأت

قلت ذات مرة عن التعبُ :

 -ليتك إنساناً فقتلتك وأبرأت ذمتي منك فقد صرتُ ياأيها التعبُ تعادل الخمولُ والكسلُ، تأثيرك عميق وجذرك شديد محفور في الداخل ومجهول كالطريق .

ليس كل من يعرفك يعرف السكنيّ والراحة بل أنت الكائن اللعين الساكن الغير المستقيم تنتقل من الجسد للروح تسير فينا كنبض الدم، تحضرُ بسهولة ويسر وعندما تحل في الوجدان لا ترحل إلا بعد إنهدام الكيان،  ياليت التعبُ كان إرهاقاً فقط بل هو موت في الروح وتدمير للقلب ، تجد ذاتك لا تستطيع فعل أي شئ سوي الهروب بالنوم وتجد عقلك لا يستطيع ممارسة فكرك بل مشاعرك أيضاً واقفةُ ضدك..

 هو ضيفاً ثقيلاً أذا حل لا يرحل إلا أذا أستنذفك طاقياً وأماتك نفسياً وأهلكك جسدياً، العفو منك ياالله..

فمن اين نأتي بهذه القدرة التي نهزم بها ذاك التعبٍ ؟

-التي تخلصنا من هذا المرضِ ،ماتت أرواحنا في داخلنا فكيف لي أن أختار كلامي؟ 

-وأنا متعب النفسِ لم أعد قادراً علي ترتيب أفكاري. 

-صارت أفعالي خُسارة لحياتي... 

-فلو كان إنساناً لهاجمته وطردته من جسدي لكنه صار لعنةِ حلت بكياني ودمرت مشاعري وإحساسي. قوتي باتت عاجزة ولم يبقي لي قوة بعدُ . 

-فكرت أن أجادله وأقول له :

 ياتعبُ أسكت وأبتعد عني وأتركني فقد صارت قوتي من طين وحصني قش مهين. 

 جعلت مني رمزاً للصمتُ ، قراري ليس بيدي مُسير ولست مُخير. لا أريد الحوار ولا العتاب ولا الكلام ولا أحتاج لترتيب الأفكار ولا أن أتعبُ حالي في الأختيار أو أخذ القرار، لا تفتكروني إني كنت هكذا ولكن عندما ترون حياتي وتحييون معي وتعيشون أيامي بل لو كانت أنفسكم مكان نفسي لحكمتم أنتم وشفقتم علي حالي، أوقاتاً كثيرة أحببت أن أتكلم وأخبر ما في نفسي ولكن كانت تأتيني عاصفة من ضعف تسحقني. أصبحتُ من تلك اللعنة وذاك التعبِ كمن يطلقون عليهم هاربين بالنوم من رقاد الموتِ. 

وكما قيل : 

لا فائدة للعيون في الظلام.

فالظلام مخيف ونور عينه باهت وضعيف. أما أنا فأقول:

فما فائدة العيون مقارنة بالنور ؟ 

كذلك أنا صرتُ كالمهزار المسرور..

فكل شئ في هذه الدنيا معرضاً لسوء الفهم حتي سكوتك أيضاً... عجباً ياالله ! لم يجدي معهم الصمت ولا الكلام ، قلوبهم من صوان لا يرضيهم ولا يعجبهم أن أكون كالطوفان أن أصمت أو أن أجيب تعب حالي وصار قلبي مَهيب لم أجد رفيق يصطحبني في الطريق حتي الصديق تهرب مني بعدما كان مني قريب أيضاً أقاربي خذلوني والذين أعرفهم بعدوا عني وقد تناسوني. 

* وقد أختتم كلماتي بقول دوستويفسكي الذي قال:  { لو أني أعرف كلمة أعمق من كلمة أنطفأت كنت قولتها فأنا لم أشعر من قبل بإنطفاء روحي مثلما أشعر الآن بها  } *

أما عن الكاتبة كاترين فقد كان لها رأياً آخر حيث قالت :

- أذا تملك التعبُ منك ومن جسدك فلا تجعل أحد يحاول أن يحدثك لأن وقتها قد تكون كآبتك عظيمة جداً فليتك تصمت فالصمت لك نعمة وحكمة فلا تدري حينها كيف يكون ردة فعلك.؟ 

فما التعبُ إلا ريحاً شديدة قد تهزك وتستقر في روحك فيصبحون من منك والغاليين عليكَ أغرابٍ عنكَ... }.



المحرر
المحرر
تعليقات