متجولاً فوق بحار العتبة
أبحث عن محمد نجيب، أبحث هنا و هناك، في التاريخ و في الأرصفة و اللوحات المعلقة، أبحث عن مصطبة رابسو بالتحديد، أبحث عن ذكري، علي الأحري هي نفسي، أبحث عنها..ربما
ذهبت بعيداً و خلصت إلي أنها هي هنا و هناك و بدون مكان محدد كما جسدي كما هؤلاء كما هذه الأرصفة السوداء و الشوارع التي لا أفقه فيها شيئاً، يتموه كل شيء و يتلاشي: الأقمشة،المادة، الأغطية، المعاطف، الألوان، البناطيل، قوارير المياه، المقصات، المشاعر، الحقائب، أدوات الصيانة و الوجوه المطرقة في الوجود تبحث عن شيء ما ربما طال بحثها عنه ربما ماتت سعيا وراءه و لم يوجد أم انه إنعكاس قذر لذاتي المهتاجة المتعكرة لكنني عهدت نفسي لا أهتم لشيء لا أجد متعة حقيقة في أي شيء حتي النجاح، أكثر الناس غبائاً هم أقل الفاعلين لإنفعال التعجب ربما معك حق يا ديكارت.. ربما
خلعت ذاتي من فترة ليست ببعيدة، و قد تحطمت روحي بالفعل فأصبحت كيانا ملموس فقط بالجسد لكن داخلي كتلة من الفراغ الفسيح المملوء بكل شيء و مفرغ من المعني و الإصطلاح
-أليس هذا العطر جميلاً؟
-نعم، نظرت إلي وجهها الأبيض كالمعتاد و أبتسمت و أبتسم الوجود لي
-يشبه العطر الذي أبحث عنه
-لا، المحل السابق كان يقدم رائحة تشبهه أكثر من هذه
-أمتأكد؟
- أمعكِ قهوة؟
لازالت الأشباح تأتيني لتتأكد أنني لن أستعيد جوهر إنسانيتي و الصدي و الضوء ملاكا الساعة اللذان ينظفان الأرواح لكنهما معي منذ ذلك الحين يمجدان جسدي بحضروهما لكن لا شيء أكثر يستطيعان أن يقدماه لي
-عندما تعود إلي المنزل طمأني
-حاضر، أحبك
متي يخون الجسد؟ لا أعلم حقاً، حتي أنت أيها الهلام العجيب، أقذر منك يا بروتس، مئة مرة، بلا ندم يفعلها
متي يخون العقل؟ لا أعلم يا أوزيماندياس ام يا رمسيس، أيهما؟؟ ها ها الهوية.. دائماً
مارك أنطوني، أيها المخلص، لماذا الإخلاص بالتحديد؟ فليحيا قيصر ،فلتحيا روما، فلتحيا أي كان من كنت، أيها الإيمان
لتجب عن سؤالي يا مارك؟ متي تخون الروح؟
عندما تنهار الحدائق الملونة لقد حفظها سارجون العظيم بلون واحد مخيف لكنه حفظها و كذلك آدم..ربما
أنها العيون السوداء المعتادة، و الوجوه النحاسية المألوفة و لربما قليل من الشعر الأشعث و الأكرد -مصطلحات رنانة و أخطاء إملائية، دائما، دائما الهوية- قد أكمل -هذا ما يهم-
ورقة وراء ورقة، طرق مفترقة، ثلاث بالتحديد تسير بي علي منوال الزمن هناك الكتب و هناك هيامي، هناك عشت أحلامي، أحلام الصبا و الجنون، كبرت لكني مازلت صبياً مثل حداثة عهدي و حتي الموت، سأحب من جديد.. ربما
قال لي أبي في أحد الأيام الرمادية من ذاكرتي العشوائية: لقد كنت أتمشي هناك و أنا في الكلية لهذا كنت أسير هناك علي الأغلب، أنا نسخة منه سواء أعجبني أو لا، هل أنا نسخة كافية أم نسخة مثالية ربما أنا أسطوانة مشروخة في مشغل أغاني جدي، لا افقه شيئاً حتي أسماء الشوارع، لكني بارع في إستخدام قدمي، مثل أسلافي، من ألاسكا إلي المكسيك، دخلت إلي حي الموسكي و عدت إلي المكسيك، الإنسان ينسي.. ربما
روحه مضطربة مثل البحر، هكذا تكلم المراهق الفرنسي و هو يقبل فتاة ما، يبدو أنه فرنسي أسمر قليلاً ،الهوية عزيزي تذكر، مختلفان حقاً، عيشا سوياً إلي الأبد
مدخل أحد المنازل، جمع يتراقص و يقرع طبلة بلدي، هي فتاة محجبة من يصطدم بي في هذا المشهد العنيف الجميل؟! أنه جلباب و حجاب و وجوه سعيدة و سائق ميكروباص، عيشا سوياً إلي الأبد
حوائط عرضها أكثر من أربعة أمتار، أشجار بقدم شيء محدد في التاريخ، هنا مشي محمد علي أو أمير مملوك ما - أنا لست فقيهاً في الدم، أنا فقيه في الصفحات البيضاء- شوارع جانبية نحاسية تصعد إليها بثلاث سلمات، لازالت الأرض تقول كلمتها
- إلي أين محطة المترو؟
- أركب الحنطور و ستصل حتماً
تعامل مع النص كما هو مكتوب، يبدو أنك ستحتاج أن تعيد القراءة من جديد، الإفراط في التعجب يترك الإنسان في منتصف المعرفة
الشوارع رغم إتساعها لكنها خانقة أنهم الباعة ببضاعتهم الرخيصة المبتذلة، قالت هذا البضاعة المعروضة تحت موسيقي شعرية و أنوار بنية حتي الحديث عنها ليس رخيصاً لا يمكن أن يتساوي القماش بالبوليستر
اصطدمت بكتف أحدهم، أهو هذا الأحدهم أم كان أحدهم أخر لقد تعب كتفي و هذا هو المؤكد و ربما لساني من كثرة التأسف، هل أنا من أصطدمت بهم؟ لا أعلم، لا يهم، ما أجمل أن نكون جميعنا معتذرين
سقط الحجل و تكلم ستالين فلا حاجة لي بالرأي
لا تشغل بالك بي
يتموه كل شيء و يتلاشي: الأقمشة،المادة، الأغطية، المعاطف، الألوان، البناطيل، قوارير المياه، المقصات، المشاعر، الحقائب، أدوات الصيانة و الوجوه المطرقة في الوجود و يندمج بيد فنان تابع لمدرسة ما فيكون الأحمر قرمزياً بدرجة معينة فلا يصير هناك قرمزي في الوجود سوي هذا القرمزي بالتحديد، فتلعن نفسك و يوم ميلادك او الأيديولوجية الفنية المتبعة و تثور ضدها لتذهب إلي أيديولوجية غير مسبوقة حتمية بالطبع لكنها غير مسبوقة إرتضاءً للصفحة المخصصة لأهم المبدعين في هذا العصر و لا تهم الحقيقة و ربما تتسامح في شيء كهذا و ربما تسامح ضعفك البشري و تكمل رسم هذه اللوحة بدون صداع و تسامح كل شيء تقريباً.. ربما
- لقد سئمت منك، كل شيء فيك، أنا أكرهك
-أنا أسف
لقد تماديت في هذا الإسفاف الفكري..ربما
💢💢💢💢💢💢
مرحبا بك اترك تعليقك فهذا يهمنا ويسعدنا واذا اعجبك موضوعاتنا ادعمنا بالمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعى