شاهد معنا : آلة ميتة تتحكم في كائن حي....مع نسمة جديدة كل ثلاثاء مع كاترين

من يخضع المارد ويرد الشارد سواك

مقال الثلاثاء/ رانيا نشأت

شاهد معنا : آلة ميتة تتحكم في كائن حي....مع نسمة جديدة كل ثلاثاء مع كاترين

صار إنساناً بل قرين لكل إنسان يعيش داخل الأجساد وفي كل جورب من الثياب هاتفاً جذاب ليس في مظهره ولا في جودته أو قيمته إنما في الذي يخبأ بداخله فبمجرد أن تلمسه تغوص معه بخيالك لترحل بوجدانك من عالمك إلي عالمه. 

كمنزل ساكنه الجن هو هاتف ساكنه السحر، مخاطره عديدة وردوده مريضة لايغيب تجده في كل طريق وفي كل حانة برعبه ملئ صاحب حرية مزعومة ممطوطة وممدودة كفم الحوت، لم يقتصر علي أرقام أو رسائل بل توغل إلي عالم أخر من أسماء لمواقع لم نذهب إلي موقع إلا وتجسسناه ولم يترك في طريق إلا وتحسسناه لم نقرأ خبراً إلا وتفحصناه ولم تقع أعيننا علي مشهد إلا وراقبناه.. 

 مواقعه تفتك الأعراض وصورته براقة حالمة تهدد الكيان هو من قيل عنه: إنسان للنسيان. آلة مدمرة للوجدان متصلة عبر أقمار للتوهان ضوءه يضل ولا يدل وعين من تنظر له عين غامزة مشردة ومفككة صاحب شخصية باهتة ضعيفة في إتخاذ قرارها سيئة في إختيارها تحتار في أي جهة تنظر أو تتابع تسجل أم تراقب ليس فيه علم لأننا أخترنا اليسير والسهل الذي نجد فيه متعتنا.. 

 هولاء ليسوا علي مفترق طريق بل علي مفترق لأربع طرق: 

طريق الحب، المتعة، الشهرة، المال.  هاتف مسحور يسترسل ليتملك العقول. هاتف عراف يجرفنا معه إلي الأعماق ليسجل إسمه ببصمة البطل المغوار ..

  حقاً هو إنسان ولكنه بين حي وميت مختلف عن جنس البشر هو من يصفه اللسان بنعومة ملمسه في لمسه وحمله بسهولة في تفسير كلمته لكنه قتال يقتل كل الوقت وليس عنده من أهم، صناعته حديد مصقول لكن صوته كصوت جمهور يلهيك عن جمال الروح ونعيمها عن راحة البال بفكرها يبعدك عن المحبين ويقربك منه هو لتستميت عشرته ليصعب عليك أن تفك عنقك من تحت نيره.

 وإن زرت أحداً مريضاً فأثناء جلستك تخرجه من جوربك وتتصفح أخباره فَتسد شهيتك وأذا أمعنت النظر أكثر وأكثر فسوف تخسر رمد عينك التي هي أغلي من الكل عندك، سوف تنسي من مات وأيضاً من غاب وسوف تستدعيه هو فقط لأنه صار الأقرب ليداك وحضنك ممن هم بجوارك وبقلبك..

 فقد قال من يمسكه:

 وأن لم تكن فيّ قوة من يدي لم أبرحه إلي أن يضمحل القمر وأتصفح آخره..،

 وقد قال آخر:

 الهاتف سيد قاسي ولكنه أحياناً أبناً ناسي..، 

وقال ثالث: 

عندما دخلته وحفظته كان يؤلمني يومياً  فكأفآني شراً بدل خيراً --  رحماك ياالله

 آلة ميتة تتحكم في كائن حي .

أما أنا فأقول دائماً: 

 « علي الرغم من أن العنكبوت ليس بالآمن ولا المستأنس لكنه من السهل أن ننزع نسيجه بعوداً صغيراً لنخرج أنفسنا ونحرر أصابعنا من بين خيوطه المعقودة وطرقه المسدودة المشبوكة.

{ حقاً ليس سواك يارب يخضع المارد ويرد الشارد ويجعل المغلوب ينتصر علي الغالب ويصير قلب الرجل المتمرد البائس كقلب طفل للحب منتظر وجالس .} .

كنا فى جولة مع نسمات مع كاترين كل ثلاثاء ..انتظرونا و...نسمات جديدة الثلاثاء المقبل.